بين ألم الفقد والمجاعة.. الأمهات يواجهن المعاناة والحرب في غزة

بين ألم الفقد والمجاعة.. الأمهات يواجهن المعاناة والحرب في غزة
الأمهات يواجهن المعاناة والحرب في غزة

تعيش الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة، واقعاً إنسانياً بالغ القسوة، يتسم بالحزن والفقد والجوع، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل والإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ أكثر من 19 شهرًا، ما أدى إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة على مستوى العالم.

وسلطت وكالة الأناضول التركية، في تقرير ميداني، بمناسبة يوم الأم التركية، اليوم الأحد، الضوء على المعاناة اليومية لأمهات فلسطينيات نزحن قسرًا إلى مخيمات خان يونس جنوب القطاع، بعدما فقدن أزواجهن وأبناءهن ومنازلهن، ويعشن اليوم في خيام لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، وسط انعدام شبه تام لمقومات الحياة الإنسانية.

وأكدت الوكالة أن غالبية الأمهات في هذه المخيمات يواجهن المجاعة والفقد والنزوح في آن واحد، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، يوم الأربعاء الماضي، قطاع غزة "منطقة مجاعة"، محملًا الجيش الإسرائيلي كامل المسؤولية عن ما وصفه بـ"الكارثة الإنسانية المتعمدة"، والتي تفاقمت بعد إغلاق المعابر منذ نحو شهرين، ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود.

خسائر النساء في الحرب

وفي ظل هذا الواقع، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل قتلت أكثر من 12,400 امرأة منذ بدء الإبادة، كما فقد أكثر من 14 ألف امرأة أزواجهن، فيما تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطرًا شديدًا بسبب انهيار منظومة الرعاية الصحية، في حين يعيش نحو 90% من سكان القطاع في حالة نزوح داخلي، معظمهم فقدوا منازلهم ويعيشون في خيام أو في العراء.

وروت الفلسطينية أم محمد أبو دقة، كيف فقدت زوجها وأحد أبنائها خلال قصف إسرائيلي، وتعيش اليوم مع أطفالها السبعة في خيمة تفتقر لكل شيء. 

وقالت: "أطفالي مصابون وبحاجة لعلاج غير متوفر.. لا طعام، لا دواء، ولا حتى طحين، اضطررت لطحن المعكرونة لصنع الخبز". 

ووجهت نداءً مؤثرًا إلى أمهات العالم للوقوف مع أمهات غزة، والمطالبة بوقف الإبادة ورفع الحصار.

خيمة من القماش

أما أم أيمن، فتحدثت عن فقدها زوجها وطفلها ومنزلها، وإقامتها في خيمة متهالكة منذ شهور، دون طعام أو ماء أو مأوى يحفظ لها كرامتها. 

وأوضحت أنها تضطر للمشي لمسافات طويلة للحصول على القليل من المياه، وتناشد العالم وقف الحرب والمجاعة.

بدورها، قالت صابرين أبو دقة، التي فقدت زوجها وشقيقها، إنها تعيش مع أطفالها الخمسة على "المعكرونة فقط"، مؤكدة غياب أي طعام صحي، أو مياه نظيفة. 

ودعت الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإنسانية إلى الوقوف بجانب الأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون خطر الموت يوميًا.

أم وضعت طفلها يتيمًا

وفي شهادة موجعة، روت أم فلسطينية -رفضت الكشف عن اسمها- كيف وضعت طفلها بعد استشهاد والده، ليبدأ حياته يتيمًا وسط مجاعة قاتلة. 

وقالت: "لا طحين، لا أكل، لا شرب... نعيش بلا كرامة"، ودعت نساء العالم للتضامن مع نساء غزة.

وشددت إسرائيل حصارها في مارس الماضي بإغلاق كافة المعابر ومنع إدخال المساعدات، لتتفاقم المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، وفق تقارير البنك الدولي.

يأتي ذلك وسط دعم أمريكي مطلق للحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية